الربح من المواقع و المدونات ...حقيقة أم خيال ؟

بسم الله الرحمن الريحم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يشد اهتمامك بين الفينة و الأخرى , إعلانات حول الربح من المدونات و
المواقع (كيف تربح 200 دولار يوميا عن طريق مدونتك. كيف تجني الأموال
الطائلة من موقعك...الخ) فهل هذه حقيقة أم خيال. فعند سماعك لهذه الإعلانات
سرعان ما تنكب لإنشاء مدونة دون العلم بأية أمور حول لغة البرمجة أو حتى
موضوع المدونة, فتجد الفرد – لا تخف كنت مثلك في الأول- يأخذ من موقع هنا و
هناك, و يأخذ صورة أو فلم من هذا الموقع و تلك المدونة. رجاءا أن يحقق
المسكين تلك الأموال الطائلة الموعودة.

يجب على المدون أولا أن يحدد هدفه من الأول من المدونة , هل أن يجعل من
المدونة رئته الثالثة يتنفس منها و يعبر بها عن خوالج نفسه و روحه, أما انه
يقصد بها الربح, فالأمر شتان. و غالب على المدونون الجدد الصبر, و أنا
منهم, لأن المبالغ الضخمة التي يتحدثون عنها, اشك فيها و لا أظن أنني سأصل
إليها بسهولة.

شخصيا لدي مدونة, أقدم فيه نصائح للراغبين في الهجرة إلى كندا, هذه النصائح
التي يبيعها أصحاب مراكز الهجرة بالملايين, و أنا أقدمها مجانا لإخواني, و
لكن هدفي كما قلت مساعدة الناس أولا. و لكنها لم تدر على الأموال الضخمة
التي توهمتها من قبل.


و المشكل الثاني و هو عقلينا نحن العرب فالتكتم عن المعلومة رغم أن ديننا
الحنيف حثنا على نشر العلم و حذر من كتمان العلم, فالواحد خوفا من
المنافسة, يكتم العلم, خوفا من يسبقه أخوه المسلم, هذا الذي ذكرني بتلك
النكتة التي يرددها الناس, حول حوار بين عفريت و بين ستة أشخاص من دول
العالم من بينهم فرنسيين و أمريكيين و عربيين. فقال لهم العفريت سأطلب من
كل فرد منكم طلب فإذا أجبت طلبه أعطيت رفيقه ضعفا الأول. فبدأ الفرنسي و
طلب سيارة فخمة آخر طراز فأعطاه العفريت سيارة فخمة و أعطى صديقه الفرنسي
سيارتين. و انتقل إلى الأمريكي, فطلب الأمريكي منزلا فخما, فأعطاه العفريت
منزلا وأعطى صديقه الأمريكي منزلين. و انتقل العفريت إلى العربي فسأله ماذا
تريد أنت ؟ فأطرق العربي مليا, فأجاب افقأ عيني...!!! ففقأ العفريت عينه و
فقأ عينيي صديقه فأصبح الثاني أعمى لا يرى شيئا. رغم أن العربي لو طلب
طلبا طيبا لستفاد و أفاد غيره, و لكن مشكلتنا أننا لا نحب الخير لغيرنا –
أنا لا أتحدث على الجميع , فهناك بعض الإخوة يسارعون في فعل الخير و ينصحون
إخوانهم-

يبقى موضوع الربح من المواقع أمرا مختلفا عليه, فالبعض يراه حقيقة لا غبار
عنها و الأخر يعتبرها مضيعة للوقت, و لا أخفيكم سرا أنا حائر بين الاثنين. و
إن شاء الله لو وصلت إلى مبلغ محترم عن طريق موقعي سأخبركم بجدوى الربح من
الانترنيت, و في انتظار ذلك استودعكم الله